الآية 71 من سورة الحجر
قال تعالى: (قَالَ هَٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِيٓ إِن كُنتُمۡ فَٰعِلِينَ) [الحجر - الآية 71]
تفسير جلالين
«قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين» ما تريدون من قضاء الشهوة فتزوجوهن.
قال تعالى:.
تفسير السعدي
تفسير الآيتين 71و 72 :ف قَالَ لهم لوط من شدة الأمر الذي أصابه: هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ فلم يبالوا بقوله ولهذا قال الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ وهذه السكرة هي سكرة محبة الفاحشة التي لا يبالون معها بعذل ولا لوم.
تفسير بن كثير
فأرشدهم إلى نسائهم ، وما خلق لهم ربهم منهن من الفروج المباحة.
وقد تقدم أيضا القول في ذلك ، بما أغنى عن إعادته.
هذا كله وهم غافلون عما يراد بهم ، وما قد أحاط بهم من البلاء ، وماذا يصبحهم من العذاب المستقر ; ولهذا قال تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) أقسم تعالى بحياة نبيه - صلوات الله وسلامه عليه - وفي هذا تشريف عظيم ، ومقام رفيع وجاه عريض.
قال عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس أنه قال : ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفسا أكرم عليه من محمد - صلى الله عليه وسلم - وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره.
تفسير الوسيط للطنطاوي
ولكن لوطا- عليه السلام- مع شناعة قولهم هذا، لم ييأس من محاولة منعهم عما يريدونه من ضيوفه، فأخذ يرشدهم إلى ما تدعو إليه الفطرة السليمة فقال: هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ.
والمراد ببناته هنا: زوجاتهم ونساؤهم اللائي يصلحن للزواج.
وأضافهن إلى نفسه لأن كل نبي أب لأمته من حيث الشفقة والرعاية وحسن التربية.
قال ابن كثير ما ملخصه: يرشد لوطا- عليه السلام- قومه إلى نسائهم فإن النبي للأمة بمنزلة الوالد، فأرشدهم إلى ما هو أنفع لهم، كما قال- تعالى- في آية أخرى: أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ.
وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ.
وقيل المراد ببناته هنا: بناته من صلبه، وأنه عرض عليهم الزواج بهن.
ويضعف هذا الرأى أن لوطا- عليه السلام- كان له بنتان أو ثلاثة كما جاء في بعض الروايات، وعدد المتدافعين من قومه إلى بيته كان كثيرا، كما يرشد إليه قوله- تعالى- وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ فكيف تكفيهم بنتان أو ثلاثة للزواج بهن؟قال الإمام الرازي في ترجيح الرأى الأول ما ملخصه: «وهذا القول عندي هو المختار، ويدل عليه وجوه منها: أنه قال هؤلاء بناتي.
وبناته اللاتي من صلبه لا تكفى هذا الجمع العظيم، أما نساء أمته ففيهم كفاية للكل، ومنها: أنه صحت الرواية أنه كان له بنتان وهما:«زنتا وزاعورا» وإطلاق لفظ البنات على البنتين لا يجوز، لما ثبت أن أقل الجمع ثلاثة».
والمعنى: أن لوطا- عليه السلام- لما رأى هيجان قومه، وإصرارهم على ارتكاب الفاحشة مع ضيوفه، قال لهم على سبيل الإرشاد إلى ما يشبع الفطرة السليمة: يا قوم هؤلاء نساؤكم اللائي هن بمنزلة بناتي، فاقضوا معهن شهوتكم إن كنتم فاعلين لما أرشدكم إليه من توجيهات وآداب.
وعبر بإن في قوله إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ لشكه في استجابتهم لما يدعوهم إليه فكأنه يقول لهم: إن كنتم فاعلين لما أطلبه منكم، وما أظنكم تفعلونه لانتكاس فطرتكم، وانقلاب أمزجتكم.
وجواب الشرط محذوف، أى: إن كنتم فاعلين ما أرشدكم إليه فهو خير لكم.
تفسير البغوي
( قال هؤلاء بناتي ) أزوجهن إياكم إن أسلمتم فأتوا الحلال ودعوا الحرام ( إن كنتم فاعلين ) ما آمركم به.
وقيل : أراد بالبنات نساء قومه لأن النبي كالوالد لأمته.
تفسير القرطبي
أي فتزوجوهن ولا تركنوا إلى الحرام.
وقد تقدم بيان هذا في هود.
تفسير الطبري
يقول تعالى ذكره: قال لوط لقومه: تزوّجوا النساء فأتوهنّ، ولا تفعلوا ما قد حرّم الله عليكم من إتيان الرجال، إن كنتم فاعلين ما آمركم به ، ومنتهين إلى أمري.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( قَالَ هَؤُلاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ) : أمرهم نبيّ الله لوط أن يتزوّجوا النساء، وأراد أن يَقِيَ أضيافه ببناته.