تفسير: ونفس وما سواها، الآية 7 من سورة الشمس

الآية 7 من سورة الشمس

قال تعالى: (وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا) [الشمس - الآية 7]

تفسير جلالين

«ونفس» بمعنى نفوس «وما سوَّاها» في الخلقة وما في الثلاثة مصدرية أو بمعنى من.

تفسير السعدي

وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا يحتمل أن المراد نفس سائر المخلوقات الحيوانية، كما يؤيد هذا العموم، ويحتمل أن المراد بالإقسام بنفس الإنسان المكلف، بدليل ما يأتي بعده.

وعلى كل، فالنفس آية كبيرة من آياته التي حقيقة بالإقسام بها فإنها في غاية اللطف والخفة، سريعة التنقل [والحركة] والتغير والتأثر والانفعالات النفسية، من الهم، والإرادة، والقصد، والحب، والبغض، وهي التي لولاها لكان البدن مجرد تمثال لا فائدة فيه، وتسويتها على هذا الوجه آية من آيات الله العظيمة.

تفسير بن كثير

وقوله : ( ونفس وما سواها ) أي : خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة ، كما قال تعالى : ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ) [ الروم : 30 ] وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ؟ ".

أخرجاه من رواية أبي هريرةوفي صحيح مسلم من رواية عياض بن حمار المجاشعي ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يقول الله - عز وجل - : إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ".

تفسير الوسيط للطنطاوي

وقوله- سبحانه-: وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها أى: وحق النفوس، وحق من أنشأها من العدم في أحسن تقويم، وجعلها مستعدة لتلقى ما يكملها ويصلحها.

ويبدو أن المراد بالنفس هنا ذات الإنسان، من باب إطلاق الحالّ على المحل، ويكون المراد بتسويتها: استواء خلقة الإنسان، وتركيب أعضائه في أجمل صورة.

ومن قال بأن المراد بالنفس هنا: القوة المدبرة للإنسان، يكون المقصود بتسويتها.

منحها القوى الكثيرة المتنوعة، التي توصلها إلى حسن المعرفة، والتمييز بين الخير والشر، والنفع والضر، والهدى والضلال.

تفسير البغوي

"ونفس وما سواها"، عدل خلقها وسوى أعضاءها.

قال عطاء: يريد جميع ما خلق من الجن والإنس.

تفسير القرطبي

قوله تعالى : ونفس وما سواهاقيل : المعنى وتسويتها.

( فما ) : بمعنى المصدر.

وقيل : المعنى ومن سواها ، وهو الله - عز وجل -.

وفي النفس قولان : أحدهما آدم.

الثاني : كل نفس منفوسة.

وسوى : بمعنى هيأ.

وقال مجاهد : سواها : سوى خلقها وعدل.

وهذه الأسماء كلها مجرورة على القسم.

أقسم - جل ثناؤه - بخلقه لما فيه من عجائب الصنعة الدالة عليه.

تفسير الطبري

وقوله: ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ) يعني جلّ ثناؤه بقوله: ( وَمَا سَوَّاهَا ) نفسه؛ لأنه هو الذي سوّى النفس وخلقها، فعدّل خلقها، فوضع " ما " موضع " مَنْ" وقد يُحتمل أن يكون معنى ذلك أيضا المصدر، فيكون تأويله: ونفس وتسويَتها، فيكون القسم بالنفس وبتسويتها.