الآية 6 من سورة النازعات
قال تعالى: (يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ) [النازعات - الآية 6]
تفسير جلالين
«يوم ترجف الراجفة» النفخة الأولى بها يرجف كل شيء، أي يتزلزل فوصفت بما يحدث منها.
تفسير السعدي
يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ وهي قيام الساعة،.
تفسير بن كثير
وقوله : ( يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة ) قال ابن عباس هما النفختان الأولى والثانية.
وهكذا قال مجاهد ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وغير واحد.
وعن مجاهد : أما الأولى - وهي قوله : ( يوم ترجف الراجفة ) - فكقوله جلت عظمته : ( يوم ترجف الأرض والجبال ) [ المزمل : 14 ] ، والثانية - وهي الرادفة - فهي كقوله : ( وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة ) [ الحاقة : 14 ].
وقد قال الإمام أحمد حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن الطفيل بن أبي بن كعب ، عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " جاءت الراجفة ، تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه ".
فقال رجل : يا رسول الله ، أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك ؟ قال : " إذا يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك ".
وقد رواه الترمذي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، من حديث سفيان الثوري ، بإسناده مثله ولفظ الترمذي وابن أبي حاتم : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب ثلث الليل قام فقال : " يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه ".
تفسير الوسيط للطنطاوي
ثم شرع - سبحانه - فى بيان علامات القيامة وأهوالها فقال : ( يَوْمَ تَرْجُفُ الراجفة.
تَتْبَعُهَا الرادفة.
) والراجفة : من الرجف وهو الاضطراب الشديد ، والحركة القوية ، لأن بسببها تضطرب الأمور ، وتختل الشئون.
يقال : رجفت الأرض والجبال ، إذا اهتزت اهتزازا شديدا.
والمراد بها : ما يحدث فى هذا الكون عند النفخة الأولى التى يموت بعدها جميع الخلائق.
تفسير البغوي
قوله عز وجل: "يوم ترجف الراجفة"، يعني النفخة الأولى، يتزلزل ويتحرك لها كل شيء، ويموت منها جميع الخلائق.
تفسير القرطبي
وقيل : الجواب يوم ترجف الراجفة على تقدير ليوم ترجف ، فحذف اللام.
وقيل : فيه تقديم وتأخير ، وتقديره يوم ترجف الراجفة وتتبعها الرادفة والنازعات غرقا.
وقال السجستاني : يجوز أن يكون هذا من التقديم والتأخير ، كأنه قال : فإذا هم بالساهرة والنازعات.
ابن الأنباري : وهذا خطأ ; لأن الفاء لا يفتح بها الكلام ، والأول الوجه.
وقيل : إنما وقع القسم على أن قلوب أهل النار ترجف ، وأبصارهم تخشع ، فانتصاب يوم ترجف الراجفة على هذا المعنى ، ولكن لم يقع عليه.
قال الزجاج : أي قلوب واجفة يوم ترجف ، وقيل : انتصب بإضمار اذكر و ( ترجف ) أي تضطرب.
والراجفة : أي المضطربة كذا قالعبد الرحمن بن زيد ; قال : هي الأرض ، والرادفة الساعة.
مجاهد : الراجفة الزلزلة.
تفسير الطبري
وقوله: يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ يقول تعالى ذكره: يوم ترجف الأرض والجبال للنفخة الأولى تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ تتبعها الأخرى بعدها، هي النفخة الثانية التي ردفت الأولى لبعث يوم القيامة.
* ذكر من قال ذلك:حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ يقول: النفخة الأولى.