تفسير: قالوا بشرناك بالحق فلا…، الآية 55 من سورة الحجر

الآية 55 من سورة الحجر

قال تعالى: (قَالُواْ بَشَّرۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡقَٰنِطِينَ) [الحجر - الآية 55]

تفسير جلالين

«قالوا بشرناك بالحق» بالصدق «فلا تكن من القانطين» الآيسين.

تفسير السعدي

قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ الذي لا شك فيه لأن الله على كل شيء قدير، وأنتم بالخصوص -يا أهل هذا البيت- رحمة الله وبركاته عليكم فلا يستغرب فضل الله وإحسانه إليكم.

فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ الذين يستبعدون وجود الخير، بل لا تزال راجيا لفضل الله وإحسانه، وبره وامتنانه،.

تفسير بن كثير

" قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين " وقرأ بعضهم القنطين.

تفسير الوسيط للطنطاوي

وقوله- سبحانه- قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ.

أى: قال الملائكة لإبراهيم لزيادة اطمئنانه، ولتأكيد بشارته بالغلام العليم:يا إبراهيم إنا بشرناك بالأمر المحقق الوقوع، وباليقين الذي لا خلف معه، وهو أن الله- تعالى- سيهبك الولد مع تقدم سنك وسن زوجك، فلا تكن من الآيسين من رحمة الله- تعالى- فإن قدرته- عز وجل- لا يعجزها شيء.

تفسير البغوي

( قالوا بشرناك بالحق ) أي بالصدق ( فلا تكن من القانطين ).

تفسير القرطبي

قوله تعالى : قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين قوله تعالى : قالوا بشرناك بالحق أي بما لا خلف فيه ، وأن الولد لا بد منه.

فلا تكن من القانطين أي من الآيسين من الولد ، وكان قد أيس من الولد لفرط الكبر.

وقراءة العامة من القانطين بالألف.

وقرأ الأعمش ويحيى بن وثاب من القنطين بلا ألف.

وروي عن أبي عمرو.

وهو مقصور من القانطين.

ويجوز أن يكون من لغة من قال : قنط يقنط ; مثل حذر يحذر.

وفتح النون وكسرها من يقنط لغتان قرئ بهما.

وحكي فيه " يقنط " بالضم.

ولم يأت فيه " قنط يقنط " [ و ] من فتح النون في الماضي والمستقبل فإنه جمع بين اللغتين ، فأخذ في الماضي بلغة من قال : قنط يقنط ، وفي المستقبل بلغة من قال : قنط يقنط ; ذكره المهدوي.

تفسير الطبري

يقول تعالى ذكره: قال ضيف إبراهيم له: بشرناك بحقّ يقين، وعلم منَّا بأن الله قد وهب لك غلاما عليما، فلا تكن من الذين يقنطون من فضل الله فييأسون منه، ولكن أبشر بما بشرناك به واقبل البُشرى.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( مِنَ الْقَانِطِينَ ) فقرأه عامَّة قراء الأمصار ( مِنَ الْقَانِطِينَ ) بالألف.

وذكر عن يحيى بن وثاب أنه كان يقرأ ذلك ( القَنِطِينَ ).

والصواب من القراءة في ذلك ما عليه قرّاء الأمصار، لإجماع الحجة على ذلك ، وشذوذ ما خالفه.