الآية 4 من سورة عبس
قال تعالى: (أَوۡ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكۡرَىٰٓ) [عبس - الآية 4]
تفسير جلالين
«أو يذكَّر» فيه إدغام التاء في الأصل في الذال أي يتعظ «فتنفعُه الذكرى» العظة المسموعة منك وفي قراءة بنصب تنفعه جواب الترجي.
تفسير السعدي
أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى أي: يتذكر ما ينفعه، فيعمل بتلك الذكرى.
تفسير بن كثير
أي يحصل له اتعاظ وانزجار عن المحارم.
تفسير الوسيط للطنطاوي
( أو ) لعله ( يذكر ) أى : يتذكر ما كان فى غفلة عنه ( فَتَنفَعَهُ الذكرى ) أى : فتنفعه الموعظة التى سمعها منك.
قال الآلوسى ما ملخصه : وفى التعبير عنه صلى الله عليه وسلم بضمير الغيبة إجلال له.
كما أن فى التعبير عنه صلى الله عليه وسلم بضمير الخطاب فى قوله - تعالى - : ( وَمَا يُدْرِيكَ.
) إكرام له - أيضا - لما فيه من الإِيناس بعد الإِيحاش والإِقبال بعد الإِعراض.
تفسير البغوي
"أو يذكر"، يتعظ، "فتنفعه الذكرى"، الموعظة قرأ عاصم: "فتنفعه" بنصب العين على جواب لعل بالفاء، وقراءة العامة بالرفع نسقاً على قوله: "يذكر".
تفسير القرطبي
أو يذكر يتعظ بما تقول فتنفعه الذكرى أي العظة.
وقراءة العامة ( فتنفعه ) بضم العين ، عطفا على يزكى.
وقرأ عاصم وابن أبي إسحاق وعيسى فتنفعه نصبا.
وهي قراءة السلمي وزر بن حبيش ، على جواب لعل ; لأنه غير موجب ; كقوله تعالى : لعلي أبلغ الأسباب ثم قال : فأطلع.
تفسير الطبري
وقوله: ( أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى ) يقول: أو يتذكَّر فتنفعه الذكرى: يعني: يعتبر فينفعه الاعتبار والاتعاظ، والقراءة على رفع: ( فتَنْفَعهُ ) عطفا به على قوله: ( يَذَّكَّرُ ) ، وقد رُوي عن عاصم النصب فيه والرفع، والنصب على أن تجعله جوابا بالفاء للعلّ، كما قال الشاعر:عَلَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ أوْ دُوْلاتِهايُدِلْنَنا اللَّمَّةَ مِنْ لمَّاتِهافَتَسْتَرِيحُ النَّفْسُ مِنْ زَفْراتهاوتُنْقَعُ الغُلَّةُ مِن غُلاتِها (1)" وتنقع " يُروى بالرفع والنصب.
-----------------الهوامش :(1) هذه أربعة أبيات من مشطور الرجز ، قد سبق الاستشهاد بالثلاثة الأولى في الجزء ( 2 : 74 ).