تفسير: إن الذين لا يؤمنون…، الآية 4 من سورة النمل

الآية 4 من سورة النمل

قال تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَهُمۡ يَعۡمَهُونَ) [النمل - الآية 4]

تفسير جلالين

«إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم» القبيحة بتركيب الشهوة حتى رأوها حسنة «فهم يعمهون» يتحيرون فيها لقبحها عندنا.

تفسير السعدي

( إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ ) ويكذبون بها ويكذبون من جاء بإثباتها، ( زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ) حائرين مترددين مؤثرين سخط الله على رضاه، قد انقلبت عليهم الحقائق فرأوا الباطل حقا والحق باطلا.

تفسير بن كثير

ولهذا قال هاهنا : ( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ) أي : يكذبون بها ، ويستبعدون وقوعها ( زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون ) أي : حسنا لهم ما هم فيه ، ومددنا لهم في غيهم فهم يتيهون في ضلالهم.

وكان هذا جزاء على ما كذبوا به من الدار الآخرة ، كما قال تعالى : ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ) [ الأنعام : 110 ].

تفسير الوسيط للطنطاوي

وبعد أن مدح- سبحانه- المؤمنين بتلك الصفات الطيبة، أتبع ذلك ببيان ما عليه غيرهم من ضلال وحيرة فقال: إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ.

وقوله: زَيَّنَّا من التزيين، بمعنى التحسين والتجميل.

ويَعْمَهُونَ من العمه بمعنى التحير والتردد.

يقال: عمه فلان- كفرح ومنع- إذا تحير وتردد في أمره.

والمعنى: إن الذين لا يؤمنون بالدار الآخرة وما فيها من ثواب وعقاب، زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ أى: حسناها لهم، وحببناها إليهم، بسبب استحبابهم العمى على الهدى، والغي على الرشد فَهُمْ يَعْمَهُونَ أى: فهم يتحيرون ويتخبطون ويرتكبون ما يرتكبون من قبائح، ظنا منهم أنها محاسن.

وصدق الله إذ يقول: أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً، فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ.

تفسير البغوي

( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم ) القبيحة حتى رأوها حسنة ( فهم يعمهون ) أي : يترددون فيها متحيرين.

تفسير القرطبي

قوله تعالى : إن الذين لا يؤمنون بالآخرة أي لا يصدقون بالبعث.

زينا لهم أعمالهم قيل : أعمالهم السيئة حتى رأوها حسنة.

وقيل : زينا لهم أعمالهم الحسنة فلم يعملوها.

وقال الزجاج : جعلنا جزاءهم على كفرهم أن زينا لهم ما هم فيه.

فهم يعمهون أي يترددون في أعمالهم الخبيثة ، وفي ضلالتهم.

عن ابن عباس.

أبو العالية : يتمادون.

قتادة : يلعبون.

الحسن : يتحيرون ; قال الراجز [ رؤبة ] :ومهمه أطرافه في مهمه وعمى الهدى بالحائرين العمه.

تفسير الطبري

يقول تعالى ذكره: إن الذين لا يصدّقون بالدار الآخرة, وقيام الساعة, وبالمعاد إلى الله بعد الممات والثواب والعقاب.

( زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ )يقول: حببنا إليهم قبيح أعمالهم, وسهَّلنا ذلك عليهم.

( فَهُمْ يَعْمَهُونَ ) يقول: فهم في ضلال أعمالهم القبيحة التي زيَّناها لهم يتردّدون حيارى يحسبون أنهم يحسنون.