تفسير: فإذا جاءت الطامة الكبرى، الآية 34 من سورة النازعات

الآية 34 من سورة النازعات

قال تعالى: (فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ) [النازعات - الآية 34]

تفسير جلالين

«فإذا جاءت الطامة الكبرى» النفخة الثانية.

تفسير السعدي

أي: إذا جاءت القيامة الكبرى، والشدة العظمى، التي يهون عندها كل شدة، فحينئذ يذهل الوالد عن ولده، والصاحب عن صاحبه [وكل محب عن حبيبه].

تفسير بن كثير

يقول تعالى : ( فإذا جاءت الطامة الكبرى ) وهو يوم القيامة.

قاله ابن عباس ، سميت بذلك لأنها تطم على كل أمر هائل مفظع ، كما قال تعالى : ( والساعة أدهى وأمر ) [ القمر : 46 ].

تفسير الوسيط للطنطاوي

ثم بين - سبحانه - حال الأشقياء والسعداء يوم القيامة ، فقال : ( فَإِذَا جَآءَتِ الطآمة الكبرى ).

والطامة : اسم للمصيبة العظمى ، التى تَطُمُّ وتغلب وتعلو ما سواها من مصائب ، من قولهم : طمَّ الشئ يطُمُّه طَمّاً ، إذا غمره.

وكل شئ كثر وعلا على غيره ، فقد طم عليه.

ويقال : طم الماء الأرض إذا غمرها.

وهذا الوصف ليوم القيامة ، من أوصاف التهويل والشدة ، لأن أحوالها تغمر الناس وتجعلهم لا يفكرون فى شئ سواها.

وجواب الشرط محذوف ، والمجئ هنا : بمعنى الحدوث والوقوع ، أى : فإذا وقعت القيامة ، وقامت الساعة.

حدث ما لم يكن فى الحسبان من شدائد وأهوال.

تفسير البغوي

"فإذا جاءت الطامة الكبرى"، يعني النفخة الثانية التي فيها البعث وقامت القيامة، وسميت القيامة: طامة لأنها تطم على كل هائلة من الأمور، فتعلو فوقها وتغمر ما سواها، و"الطامة" عند العرب: الداهية التي لا تستطاع.

تفسير القرطبي

قوله تعالى : فإذا جاءت الطامة الكبرى أي الداهية العظمى ، وهي النفخة الثانية ، التي يكون معها البعث ، قاله ابن عباس في رواية الضحاك عنه ، وهو قول الحسن.

وعن ابن عباس أيضا والضحاك : أنها القيامة ; سميت بذلك لأنها تطم على كل شيء ، فتعم ما سواها لعظم هولها ; أي تقلبه.

وفي أمثالهم :جرى الوادي فطم على القريالمبرد : الطامة عند العرب الداهية التي لا تستطاع ، وإنما أخذت فيما أحسب من قولهم : طم الفرس طميما إذا استفرغ جهده في الجري ، وطم الماء إذا ملأ النهر كله.

غيره : هي مأخوذة من طم السيل الركية أي دفنها ، والطم : الدفن والعلو.

وقال القاسم بن الوليد الهمداني : الطامة الكبرى حين يساق أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار.

وهو معنى قول مجاهد : وقال سفيان : هي الساعة التي يسلم فيها أهل النار إلى الزبانية.

أي الداهية التي طمت وعظمت ; قال :إن بعض الحب يعمي ويصم وكذاك البغض أدهى وأطم.

تفسير الطبري

وقوله: ( فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ) يقول تعالى ذكره: فإذا جاءت التي تطم على كلّ هائلة من الأمور، فتغمر ما سواها بعظيم هولها، وقيل: إنها اسم من أسماء يوم القيامة.

* ذكر من قال ذلك:حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ) من أسماء يوم القيامة عظمه الله، وحذّره عباده.

حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا سهل بن عامر، قال: ثنا مالك بن مغول، عن القاسم بن الوليد، في قوله: ( فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ) قال: سيق أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار.