الآية 30 من سورة الحجر
قال تعالى: (فَسَجَدَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ) [الحجر - الآية 30]
تفسير جلالين
«فسجد الملائكة كلهم أجمعون» فيه تأكيدان.
تفسير السعدي
فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ تأكيد بعد تأكيد ليدل على أنه لم يتخلف منهم أحد، وذلك تعظيما لأمر الله وإكراما لآدم حيث علم ما لم يعلموا.
تفسير بن كثير
وقد روى ابن جرير هاهنا أثرا غريبا عجيبا من حديث شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما خلق الله الملائكة قال : إني خالق بشرا من طين ، فإذا سويته فاسجدوا له ، قالوا : لا نفعل ، فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم ، ثم خلق ملائكة فقال لهم مثل ذلك [ فقالوا : لا نفعل ، فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم.
ثم خلق ملائكة أخرى فقال : إني خالق بشرا من طين ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له فأبوا ، فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم.
ثم خلق ملائكة فقال : إني خالق بشرا من طين ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له ] قالوا سمعنا وأطعنا ، إلا إبليس كان من الكافرين الأولينوفي ثبوت هذا عنه بعد ، والظاهر أنه إسرائيلي ، والله أعلم.
تفسير الوسيط للطنطاوي
ثم بين- سبحانه- ما كان من الملائكة بعد ذلك فقال: فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ أى: امتثل الملائكة لأمر الله بعد أن خلق- سبحانه- آدم وسواه ونفخ فيه من روحه، فسجدوا له كلهم أجمعون دون أن يتخلف منهم أحد.
وجمع- سبحانه- بين لفظي التوكيد كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ للمبالغة في ذلك، ولإزالة أى التباس بأن أحدا شذ عن طاعة الله- تعالى-.
تفسير البغوي
( فسجد الملائكة ) الذين أمروا بالسجود ( كلهم أجمعون ).
فإن قيل : لم قال ( كلهم أجمعون ) وقد حصل المقصود بقوله فسجد الملائكة ؟قلنا : زعم الخليل ، وسيبويه أنه ذكر ذلك تأكيدا.
وذكر المبرد : أن قوله ( فسجد الملائكة ) كان من المحتمل أنه سجد بعضهم فذكر " كلهم " ليزول هذا الإشكال ، ثم كان [ يحتمل أنهم سجدوا ] في أوقات مختلفة فزال ذلك الإشكال بقوله " أجمعون "وروى عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه : إن الله عز وجل قال لجماعة من الملائكة : اسجدوا لآدم فلم يفعلوا فأرسل الله عليهم نارا فأحرقتهم ، ثم قال لجماعة أخرى : اسجدوا لآدم فسجدوا.
تفسير القرطبي
قوله تعالى : فسجد الملائكة كلهم أجمعونقوله - تعالى - فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليسلا شك أن إبليس كان مأمورا بالسجود ; لقوله : ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك وإنما منعه من ذلك الاستكبار والاستعظام ; كما تقدم في " البقرة " بيانه.
ثم قيل : كان من الملائكة ; فهو استثناء من الجنس.
وقال قوم : لم يكن من الملائكة ; فهو استثناء منقطع.
وقد مضى في " البقرة " هذا كله مستوفى.
وقال ابن عباس : الجان أبو الجن وليسوا شياطين.
والشياطين ولد إبليس ; لا يموتون إلا مع إبليس.
والجن يموتون ، ومنهم المؤمن ومنهم الكافر.
فآدم أبو الإنس.
والجان أبو الجن.
وإبليس أبو الشياطين ; ذكره الماوردي.
والذي تقدم في " البقرة " خلاف هذا ، فتأمله هناك.
تفسير الطبري
يقول تعالى ذكره: فلما خلق الله ذلك البشر ، ونفخ فيه الروح بعد أن سوّاه، سجد الملائكة كلهم جميعا.