تفسير: وحدائق غلبا، الآية 30 من سورة عبس

الآية 30 من سورة عبس

قال تعالى: (وَحَدَآئِقَ غُلۡبٗا) [عبس - الآية 30]

تفسير جلالين

«وحدائق غلبا» بساتين كثيرة الأشجار.

تفسير السعدي

وَحَدَائِقَ غُلْبًا أي: بساتين فيها الأشجار الكثيرة الملتفة،.

تفسير بن كثير

( وحدائق غلبا ) أي بساتين قال الحسن وقتادة : ( غلبا ) نخل غلاظ كرام وقال ابن عباس ومجاهد الحدائق كل ما التف واجتمع وقال ابن عباس أيضا : ( غلبا ) الشجر الذي يستظل به وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( وحدائق غلبا ) أي طوال وقال عكرمة : ( غلبا ) أي غلاظ الأوساط وفي رواية غلاظ الرقاب ، ألم تر إلى الرجل إذا كان غليظ الرقبة قيل والله إنه لأغلب رواه ابن أبي حاتم وأنشد ابن جرير للفرزدق :عوى فأثار أغلب ضيغميا فويل ابن المراغة ما استثارا.

تفسير الوسيط للطنطاوي

( وَحَدَآئِقَ غُلْباً ) والحدائق جمع حديقة وهى البستان الملئ بالزورع والثمار.

و ( غلبا ) جمع غلباء.

أى : وأنبتنا فى الأرض حدائق عظيمة ، ذات أشجار ضخمة ، قد التف بعضها على بعض لكثرتها وقوتها.

فقوله ( غلبا ) بمعنى عظاما ، وأصلها من ( الغَلَب ) - بفتحتين - ، بمعنى الغلظ ، يقال شجرة غلباء ، وهضبة غلباء.

أى : عظيمة مرتفعة.

ويقال : حديقة غلباء ، إذا كانت عظيمة الشجر.

ويقال : رجل أغلب ، إذاكان غليظ الرقبة.

وأنبتنا فيها - أيضا - بقدرتنا وفضلنا.

تفسير البغوي

"وحدائق غلباً"، غلاظ الأشجار، واحدها أغلب، ومنه قيل لغليظ الرقبة: أغلب.

وقال مجاهد ومقاتل: الغلب: الملتفة الشجر بعضه في بعض، قال ابن عباس: طوالاً.

تفسير القرطبي

وحدائق أي بساتين واحدها حديقة.

قال الكلبي : وكل شيء أحيط عليه من نخيل أو شجر فهو حديقة ، وما لم يحط عليه فليس بحديقة.

غلبا عظاما شجرها ; يقال : شجرة غلباء ، ويقال للأسد : الأغلب ; لأنه مصمت العنق ، لا يلتفت إلا جميعا ; قال العجاج :ما زلت يوم البين ألوي صلبي والرأس حتى صرت مثل الأغلبورجل أغلب بين الغلب إذا كان غليظ الرقبة.

والأصل في الوصف بالغلب : الرقاب فاستعير ; قال عمرو بن معدي كرب :يمشي بها غلب الرقاب كأنهم بزل كسين من الكحيل جلالاوحديقة غلباء : ملتفة ، وحدائق غلب.

واغلولب العشب : بلغ والتف البعض بالبعض.

قال ابن عباس : الغلب : جمع أغلب وغلباء وهي الغلاظ.

وعنه أيضا الطوال.

قتادة وابن زيد : الغلب : النخل الكرام.

وعن ابن زيد أيضا وعكرمة : عظام الأوساط والجذوع.

مجاهد : ملتفة.

تفسير الطبري

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن إدريس، عن عاصم بن كُلَيب، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: ( وَحَدَائِقَ غُلْبًا ) قال: الحدائق: ما التفّ واجتمع.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( وَحَدَائِقَ غُلْبًا ) قال: طيبة.

وقال آخرون: الحدائق: نبت الشجر كله.

* ذكر من قال ذلك:حدثنا أبو هشام، قال: ثنا ابن فضيل، قال: ثنا عصام، عن أبيه: الحدائق: نبت الشجر كلها.

حدثني محمد بن سنان القزّاز، قال: ثنا أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس: ( وَحَدَائِقَ غُلْبًا ) قال: الشجر يستظلّ به في الجنة.

وقال آخرون: بل الغُلب: الطوال.

* ذكر من قال ذلك:حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ( وَحَدَائِقَ غُلْبًا ) يقول: طوالا.

وقال آخرون: هو النخل الكرام.

* ذكر من قال ذلك:حدثنا بشر قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله: ( وَحَدَائِقَ غُلْبًا ) والغلب: النخل الكرام.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( وَحَدَائِقَ غُلْبًا ) قال: النخل الكرام.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَحَدَائِقَ غُلْبًا ) عظام النخل العظيمة الجذع، قال: والغلب من الرجال: العظام الرقاب، يقال: هو أغلب الرقبة: عظيمها.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبيه، عن عكرمة ( حَدَائِقَ غُلْبًا ) قال: عظام الأوساط.