الآية 3 من سورة الفيل
قال تعالى: (وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ) [الفيل - الآية 3]
تفسير جلالين
«وأرسل عليهم طيراً أبابيل» جماعات جماعات، قيل لا واحد له كأساطير، وقيل واحده: أبول أو بال أو أبيل كعجول ومفتاح وسكين.
تفسير السعدي
أرسل الله عليهم طيرًا أبابيل أي: متفرقة.
تفسير بن كثير
وأرسل الله عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان.
تفسير الوسيط للطنطاوي
ثم بين- سبحانه- مظاهر إبطاله لكيدهم فقال: وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ.
والطير: اسم جمع لكل ما من شأنه أن يطير في الهواء، وتنكيره للتنويع والتهويل، والأبابيل: اسم جمع لا واحد له من لفظه، وقيل هو جمع إبّالة، وهي حزمة الحطب الكبيرة، شبهت بها الجماعة من الطير في تضامنها وتلاصقها.
أى: لقد جعل الله- تعالى- كيد هؤلاء المعتدين في تضييع وتخسير.
بأن أرسل إليهم جماعات عظيمة من الطير، أتتهم من كل جانب في تتابع، فكانت سببا في إهلاكهم والقضاء عليهم.
وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ.
تفسير البغوي
( وأرسل عليهم طيرا أبابيل ) كثيرة متفرقة يتبع بعضها بعضا.
وقيل : أقاطيع كالإبل المؤبلة.
قال أبو عبيدة.
أبابيل جماعات في تفرقة ، يقال : جاءت الخيل أبابيل من هاهنا وهاهنا.
قال الفراء : لا واحد لها من لفظها.
وقيل : واحدها إبالة.
وقال الكسائي : إني كنت أسمع النحويين يقولون : واحدها أبول ، مثل عجول وعجاجيل.
وقيل : واحدها من [ لفظها ] إبيل.
قال ابن عباس : كانت طيرا لها خراطيم كخراطيم الطير ، وأكف كأكف الكلاب.
وقال عكرمة : لها رؤوس كرؤوس السباع.
قال الربيع : لها أنياب كأنياب السباع.
وقال سعيد بن جبير : خضر لها مناقير صفر.
وقال قتادة : طير سود جاءت من قبل البحر فوجا فوجا مع كل طائر ثلاثة أحجار ; حجران في رجليه ، وحجر في منقاره ، لا تصيب شيئا إلا هشمته.
تفسير القرطبي
قوله تعالى : وأرسل عليهم طيرا أبابيلقال سعيد بن جبير : كانت طيرا من السماء لم ير قبلها ، ولا بعدها مثلها.
وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : [ إنها طير بين السماء والأرض تعشش وتفرخ ].
وعن ابن عباس : كانت لها خراطيم كخراطيم الطير ، وأكف كأكف الكلاب وقال عكرمة : كانت طيرا خضرا ، خرجت من البحر ، لها رءوس كرءوس السباع.
ولم تر قبل ذلك ولا بعده.
وقالت عائشة - رضي الله عنها - : هي أشبه شيء بالخطاطيف.
وقيل : بل كانت أشباه الوطاويط ، حمراء وسوداء.
وعن سعيد بن جبير أيضا : هي طير خضر لها مناقير صفر.
وقيل : كانت بيضا.
وقال محمد بن كعب : هي طير سود بحرية ، في مناقيرها وأظفارها الحجارة.
وقيل : إنها العنقاء المغرب التي تضرب بها الأمثال ; قال عكرمة : أبابيل أي مجتمعة.
وقيل : متتابعة ، بعضها في إثر بعض ; قاله ابن عباس ومجاهد.
وقيل مختلفة متفرقة ، تجيء من كل ناحية من هاهنا وهاهنا ; قاله ابن مسعود وابن زيد والأخفش.
قال النحاس : وهذه الأقوال متفقة ، وحقيقة المعنى : أنها جماعات عظام.
يقال : فلان يؤبل على فلان ; أي يعظم عليه ويكثر ; وهو مشتق من الإبل.
واختلف في واحد ( أبابيل ) ; فقال الجوهري : قال الأخفش يقال : جاءت إبلك أبابيل ; أي فرقا ، وطيرا أبابيل.
قال : وهذا يجيء في معنى التكثير ، وهو من الجمع الذي لا واحد له.
وقال بعضهم : واحده إبول مثل عجول.
وقال بعضهم - وهو المبرد - : إبيل مثل سكين.
قال : ولم أجد العرب تعرف له واحدا في غير الصحاح.
وقيل في واحده إبال.
وقال رؤبة بن العجاج في الجمع :ولعبت طير بهم أبابيل فصيروا مثل كعصف مأكولوقال الأعشى :طريق وجبار رواء أصوله عليه أبابيل من الطير تنعبوقال آخر :كادت تهد من الأصوات راحلتي إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيلوقال آخر :تراهم إلى الداعي سراعا كأنهم أبابيل طير تحت دجن مسخنقال الفراء : لا واحد له من لفظه.
وزعم الرؤاسي - وكان ثقة - أنه سمع في واحدها ( إبالة ) مشددة.
وحكى الفراء ( إبالة ) مخففا.
قال : سمعت بعض العرب يقول : ضغث على إبالة.
يريد : خصبا على خصب.
قال : ولو قال قائل إيبال كان صوابا ; مثل دينار ودنانير.
وقال إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل : الأبابيل : مأخوذ من الإبل المؤبلة ; وهي الأقاطيع.
تفسير الطبري
وقوله: ( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ) يقول تعالى ذكره: وأرسل عليهم ربك طيرا متفرقة, يتبع بعضها بعضا من نواح شتي; وهي جماع لا واحد لها, مثل الشماطيط والعباديد ونحو ذلك.
وزعم أبو عبيدة معمر بن المثنى, أنه لم ير أحدا يجعل لها واحدا.
وقال الفرّاء: لم أسمع من العرب في توحيدها شيئا.
قال: وزعم أبو جعفر الرُّؤاسِيّ, وكان ثقة, أنه سمع أن واحدها: إبالة.
وكان الكسائي يقول: سمعت النحويين يقولون: إبول, مثل العجول.
قال: وقد سمعت بعض النحويين يقول.
واحدها: أبيل.
وبنحو الذي قلنا في الأبابيل: قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا سوّار بن عبد الله, قال: ثنا يحيى بن سعيد, قال: ثنا حماد بن سلمة, عن عاصم بن بهدلة, عن زرّ, عن عبد الله, في قوله: ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال: فرق.
حدثنا ابن بشار, قال: ثنا يحيى وعبد الرحمن, قالا ثنا حماد بن سلمة, عن عاصم, عن زرّ, عن عبد الله, قال: الفِرَق.
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, في قوله: ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال: يتبع بعضُها بعضا.
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال: هي التي يتبع بعضها بعضا.
حدثنا ابن المثنى, قال: ثني عبد الأعلى, قال: ثنا داود, عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل, أنه قال في: ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال: هي الأقاطيع, كالإبل المؤَبَّلة.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا يعقوب القُمِّيّ, عن جعفر, عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال: متفرّقة.
حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, قال: ثنا الفضل, عن الحسن ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال: الكثيرة.
حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, عن إسرائيل, عن جابر, عن ابن سابط, عن أبي سلمة, قالا الأبابيل: الزُّمَر.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى, وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: ( أَبَابِيلَ ) قال: هي شتى متتابعة مجتمعة.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة قال: الأبابيل: الكثيرة.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة قال: الأبابيل: الكثيرة.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) يقول: متتابعة.
بعضها على أثر بعض.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد; في قوله: ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال: الأبابيل: المختلفة, تأتي من ها هنا, وتأتي من ها هنا, أتتهم من كلّ مكان.
وذُكر أنها كانت طيرا أُخرجت من البحر.
وقال بعضهم: جاءت من قبل البحر.
ثم اختلفوا في صفتها, فقال بعضهم: كانت بيضاء.
وقال آخرون: كانت سوداء.
وقال آخرون: كانت خضراء, لها خراطيم كخراطيم الطير, وأكفّ كأكفّ الكلاب.
حدثني يعقوب, قال: ثنا ابن علية, عن ابن عون, عن محمد بن سيرين, في قوله: ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال: قال ابن عباس: هي طير, وكانت طيرا لها خراطيم كخراطيم الطير, وأكفّ كأكفّ الكلاب.
حدثني الحسن بن خلف الواسطي, قال: ثنا وكيع وروح بن عبادة, عن ابن عون, عن ابن سيرين عن ابن عباس, مثله.
حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, عن ابن عون, عن ابن عباس, نحوه.
حدثنا يعقوب, قال: ثنا هشيم, قال: أخبرنا حسين, عن عكرمة, في قوله: ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال: كانت طيرا خرجت خضرا, خرجت من البحر, لها رءوس كرءوس السباع.
حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن الأعمش, عن أبي سفيان, عن عبيد بن عمير ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال: هي طير سود بحرية, في مناقرها وأظفارها الحجارة.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن الأعمش, عن أبي سفيان, عن عبيد بن عمير: ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال: سود بحرية, في أظافيرها ومناقيرها الحجارة.
قال: ثنا مهران, عن خارجة, عن عبد الله بن عون, عن ابن سيرين, عن ابن عباس قال: لها خراطيم كخراطيم الطير, وأكفّ كأكفّ الكلاب.
حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعى, قال: ثنا فضيل بن عياض, عن عطاء بن السائب, عن سعيد بن جبير, في قوله: ( طَيْرًا أَبَابِيلَ ) قال: طير خُضْر, لها مناقير صُفْر, تختلف عليهم.
حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, عن سفيان, عن الأعمش, عن أبي سفيان, عن عبيد بن عمير, قال: طير سود تحمل الحجارة في أظافيرها ومناقيرها.