تفسير: والقمر إذا تلاها، الآية 2 من سورة الشمس

الآية 2 من سورة الشمس

قال تعالى: (وَٱلۡقَمَرِ إِذَا تَلَىٰهَا) [الشمس - الآية 2]

تفسير جلالين

«والقمر إذا تلاها» تبعها طالعا عند غروبها.

تفسير السعدي

وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا أي: تبعها في المنازل والنور.

تفسير بن كثير

( والقمر إذا تلاها ) قال مجاهد : تبعها.

وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( والقمر إذا تلاها ) قال : يتلو النهار.

وقال قتادة : ( إذا تلاها ) ليلة الهلال ، إذا سقطت الشمس رؤي الهلال.

وقال ابن زيد : هو يتلوها في النصف الأول من الشهر ، ثم هي تتلوه.

وهو يتقدمها في النصف الأخير من الشهر.

وقال مالك ، عن زيد بن أسلم : إذا تلاها ليلة القدر.

تفسير الوسيط للطنطاوي

وقوله- تعالى-: وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها أى: تبعها، تقول: فلان تلا فلانا يتلوه، إذا تبعه، قال بعض العلماء: فأما أن القمر تابع للشمس فيحتمل معنيين: أحدهما: أنه تال لها في ارتباط مصالح الناس، وتعلق منافع هذا العالم بحركته، وقد دل علم الهيئة على أن بين الشمس والقمر من المناسبة ما ليس بين غيرهما من الكواكب.

وثانيهما: أن القمر يأخذ نوره ويستمده من نور الشمس.

وهذا قول الفراء قديما، وقد قامت الأدلة عند علماء الهيئة والنجوم، على أن القمر يستمد ضوءه من الشمس.

وقال الشيخ ابن عاشور: وفي الآية إشارة إلى أن نور القمر، مستفاد من نور الشمس، أى: من توجه أشعة الشمس إلى ما يقابل الأرض من القمر، وليس نيرا بذاته، وهذا إعجاز علمي من إعجاز القرآن.

تفسير البغوي

( والقمر إذا تلاها ) تبعها ، وذلك في النصف الأول من الشهر ، إذا غربت الشمس تلاها القمر في الإضاءة وخلفها في النور.

وقال الزجاج : وذلك حين استدار ، يعني كمل ضوءه تابعا للشمس في الإنارة وذلك في الليالي البيض.

تفسير القرطبي

قوله تعالى : والقمر إذا تلاهاأي تبعها : وذلك إذا سقطت ريء الهلال.

يقال : تلوت فلانا : إذا تبعته.

قال قتادة : إنما ذلك ليلة الهلال ، إذا سقطت الشمس رئي الهلال.

وقال ابن زيد : إذا غربت الشمس في النصف الأول من الشهر ، تلاها القمر بالطلوع ، وفي آخر الشهر يتلوها بالغروب.

الفراء : تلاها : أخذ منها ، يذهب إلى أن القمر يأخذ من ضوء الشمس.

وقال قوم : والقمر إذا تلاها حين استوى واستدار ، فكان مثلها في الضياء والنور وقاله الزجاج.

تفسير الطبري

وقوله: ( وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا ) يقول تعالى ذكره: والقمر إذا تبع الشمس، وذلك في النصف الأوّل من الشهر، إذا غُربت الشمس، تلاها القمر طالعا.

* ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا ) قال: يتلو النهار.

حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك، عن قيس بن سعد، عن مجاهد، قوله: ( وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا ) يعني: الشمس إذا تبعها القمر.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا ) قال: تبعها.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا ) يتلوها صبيحة الهلال فإذا سقطت الشمس رُؤي الهلال.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا ) قال: إذا تلاها ليلة الهلال.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا) قال: هذا قسم، والقمر يتلو الشمس نصف الشهر الأوّل، و تتلوه النصف الآخر، فأما النصف الأوّل فهو يتلوها، وتكون أمامه وهو وراءها، فإذا كان النصف الآخر كان هو أمامها يقدمها، وتليه هي.