الآية 18 من سورة الحجرات
قال تعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ) [الحجرات - الآية 18]
تفسير جلالين
«إن الله يعلم غيب السماوات والأرض» أي ما غاب فيهما «والله بصير بما يعملون» بالياء والتاء لا يخفى عليه شيء منه.
تفسير السعدي
إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أي: الأمور الخفية فيهما، التي تخفى على الخلق، كالذي في لجج البحار، ومهامه القفار، وما جنه الليل أو واراه النهار، يعلم قطرات الأمطار، وحبات الرمال، ومكنونات الصدور، وخبايا الأمور.
وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ يحصي عليكم أعمالكم، ويوفيكم إياها، ويجازيكم عليها بما تقتضيه رحمته الواسعة، وحكمته البالغة.
تم تفسير سورة الحجراتبعون الله ومنه وجوده وكرمه،فلك اللهم من الحمد أكمله وأتمه،ومن الجود أفضله وأعمه.
تفسير بن كثير
ثم كرر الإخبار بعلمه بجميع الكائنات ، وبصره بأعمال المخلوقات فقال : ( إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون )آخر تفسير الحجرات ، ولله الحمد والمنة.
تفسير الوسيط للطنطاوي
ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة بقوله: إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ.
أى: إنه- تعالى- يعلم ما خفى وغاب عن عقول الناس من أحوال السموات والأرض وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ- أيها الناس- لا يعزب عنه شيء من أقوالكم أو أفعالكم.
وبعد: فهذا تفسير وسيط لسورة «الحجرات» تلك السورة التي رسمت للناس معالم عالم كريم، تشع فيه الآداب السامية، والأخلاق العالية، والقيم الجليلة، وتختفى فيه ما يتعارض مع هذه المعاني كالحقد والغيبة والتقاتل والتفاخر بالأحساب والأنساب.
نسأل الله- تعالى- أن يجعل القرآن ربيع نفوسنا، وأنس قلوبنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تفسير البغوي
( إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون ) قرأ ابن كثير " يعملون " بالياء ، وقرأ الآخرون بالتاء.
تفسير القرطبي
إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون قرأ ابن كثير وابن محيصن وأبو عمرو بالياء على الخبر ، ردا على قوله : قالت الأعراب الباقون بالتاء على الخطابتم بعون الله تعالى الجزء السادس عشر من تفسير القرطبي.
يتلوه إن شاء الله تعالى الجزء السابع عشر ، وأوله : " سورة ( ق ) ".
تفسير الطبري
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)يقول تعالى ذكره: إن الله أيها الأعراب لا يخفى عليه الصادق منكم من الكاذب, ومن الداخل منكم في ملة الإسلام رغبة فيه, ومن الداخل فيه رهبة من رسولنا محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وجنده, فلا تعلمونا دينكم وضمائر صدوركم, فإن الله يعلم ما تكنه ضمائر صدوركم, وتحدّثون به أنفسكم, ويعلم ما غاب عنكم, فاستسرّ في خبايا السموات والأرض, لا يخفى عليه شيء من ذلك ( وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) يقول: والله ذو بصر بأعمالكم التي تعملونها, أجهرا تعملون أم سرّا, طاعة تعملون أو معصية؟ وهو مجازيكم على جميع ذلك, إن خيرا فخير, وان شرّا فشرّ وكُفُؤه.
و ( أنْ ) في قوله يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا في موضع نصب بوقوع يمنون عليها, وذكر أن ذلك في قراءة عبد الله ( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ إِسْلامَهُمْ ), وذلك دليل على صحة ما قلنا, ولو قيل: هي نصب بمعنى: يمنون عليك لأن أسلموا, لكان وجها يتجه.
وقال بعض أهل العربية: هي في موضع خفض.
بمعنى: لأن أسلموا.
وأما( أن ) التي في قوله بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ فإنها في موضع نصب بسقوط الصلة لأن معنى الكلام: بل الله يمنّ عليكم بأن هداكم للإيمان.
آخر تفسير سورة الحجرات.