الآية 10 من سورة ق
قال تعالى: (وَٱلنَّخۡلَ بَاسِقَٰتٖ لَّهَا طَلۡعٞ نَّضِيدٞ) [ق - الآية 10]
تفسير جلالين
«والنخل باسقات» طوالا حال مقدرة «لها طلع نضيد» متراكب بعضه فوق بعض.
تفسير السعدي
وحاصل هذا، أن ما فيها من الخلق الباهر، والشدة والقوة، دليل على كمال قدرة الله تعالى، وما فيها من الحسن والإتقان، وبديع الصنعة، وبديع الخلقة دليل على أن الله أحكم الحاكمين، وأنه بكل شيء عليم، وما فيها من المنافع والمصالح للعباد، دليل على رحمة الله، التي وسعت كل شيء، وجوده، الذي عم كل حي، وما فيها من عظم الخلقة، وبديع النظام، دليل على أن الله تعالى، هو الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا، ولم يكن له كفوًا أحد، وأنه الذي لا تنبغي العبادة، والذل [والحب] إلا له تعالى.
وما فيها من إحياء الأرض بعد موتها، دليل على إحياء الله الموتى، ليجازيهم بأعمالهم، ولهذا قال: وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ.
تفسير بن كثير
( والنخل باسقات ) أي : طوالا شاهقات.
وقال ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، والسدي ، وغيرهم : الباسقات الطوال.
( لها طلع نضيد ) أي : منضود.
تفسير الوسيط للطنطاوي
وقوله: وَالنَّخْلَ.
معطوف على جَنَّاتٍ، وباسِقاتٍ حال من النخل.
ومعنى «باسقات» مرتفعات، من البسوق بمعنى الارتفاع والعلو.
يقال: بسق فلان على أصحابه- من باب دخل- إذا فاقهم وزاد عليهم في الفضل.
والنخل: اسم جنس يذكر ويؤنث ويجمع.
وخص بالذكر مع أنه من جملة ما اشتملت عليه الجنات، لمزيد فضله وكثرة منافعه.
وجملة لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ في محل نصب على الحال من النخل.
والطلع: أول ما يخرج من ثمر النخل.
ويسمى الكفرّى.
يقال: طلع الطلع طلوعا.
إذا كان في أول ظهوره.
والنضيد: بمعنى المنضود، أى: المتراكب بعضه فوق بعض مأخوذ من نضد فلان المتاع ينضده، إذا رتبه ترتيبا حسنا.
أى: وأنبتنا- أيضا- في الأرض بعد إنزالنا الماء عليها من السحاب، النخل الطوال، الزاخر بالثمار الكثيرة التي ترتب بعضها على بعض بطريقة جميلة.
تفسير البغوي
( والنخل باسقات ) قال مجاهد وعكرمة وقتادة : طوالا يقال : بسقت [ النخلة ] بسوقا إذا طالت.
وقال سعيد بن جبير : مستويات.
( لها طلع ) ثمر وحمل ، سمي بذلك لأنه يطلع ، والطلع أول ما يظهر قبل أن ينشق ( نضيد ) متراكب متراكم منضود بعضه على بعض في أكمامه ، فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد.
تفسير القرطبي
والنخل باسقات نصب على الحال ردا على قوله : وحب الحصيد و " باسقات " حال.
والباسقات الطوال ؛ قاله مجاهد وعكرمة.
وقال قتادة وعبد الله بن شداد : بسوقها استقامتها في الطول.
وقال سعيد بن جبير : مستويات.
وقال الحسن وعكرمة أيضا والفراء : مواقير حوامل ; يقال للشاة بسقت إذا ولدت ، قال الشاعر : فلما تركنا الدار ظلت منيفة بقران فيه الباسقات المواقر والأول في اللغة أكثر وأشهر ; يقال بسق النخل بسوقا إذا طال.
قال : لنا خمر وليست خمر كرم ولكن من نتاج الباسقات كرام في السماء ذهبن طولا وفات ثمارها أيدي الجناة ويقال : بسق فلان على أصحابه أي : علاهم ، وأبسقت الناقة إذا وقع في ضرعها اللبن قبل النتاج فهي مبسق ونوق مباسيق.
وقال قطبة بن مالك : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ : " باصقات " بالصاد ; ذكره الثعلبي.
قلت : الذي في صحيح مسلم عن قطبة بن مالك قال : صليت وصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ ق والقرآن المجيد حتى قرأ والنخل باسقات قال : فجعلت أرددها ولا أدري ما قال ; إلا أنه لا يجوز إبدال الصاد من السين لأجل القاف.
لها طلع نضيد الطلع هو أول ما يخرج من ثمر النخل ; يقال : طلع الطلع طلوعا وأطلعت النخلة ، وطلعها كفراها قبل أن ينشق.
نضيد أي : متراكب قد نضد بعضه على بعض.
وفي البخاري النضيد الكفرى ما دام في أكمامه ومعناه : منضود بعضه على بعض ; فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد.
تفسير الطبري
وقوله ( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ ) يقول: وأنبتنا بالماء الذي أنزلنا من السماء النخل طوالا والباسق: هو الطويل يقال للجبل الطويل: حبل باسق, كما قال أبو نوفل لابن هُبَيرة:يا بْنَ الَّذِينَ بِفَضْلِهِمْبَسَقَتْ عَلى قَيْسٍ فَزَارَهْ (5)وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس, قوله ( باسِقاتٍ ) يقول: طوال.
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ ) قال: النخل الطوال.
حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا هشيم, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن عبد الله بن شدّاد في قوله ( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ ) قال: بسُوقها: طولها في إقامة.
حدثنا هناد, قال: ثنا أبو الأحوص, عن سماك, عن عكرِمة, في قوله ( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ ) الباسقات: الطوال.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( باسِقاتٍ ) قال: الطوال.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ ) قال: بسوقها طولها.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ ) قال: يعني طولها.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ ) قال: البسوق: الطول.
وقوله ( لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ) يقول: لهذا النخل الباسقات طلع وهو الكُفُرَّى, نضيد: يقول: منضود بعضه على بعض متراكب.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك :حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي، عن أبيه, عن ابن عباس ( لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ) قال: يقول بعضه على بعض.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, لها: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( نَضِيدٌ ) قال: المنضَّد.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ) يقول: بعضه على بعض.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ) ينضد بعضه على بعض.
--------------------------الهوامش:(5) البيت من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( الورقة 225 ب ) قال : " والنخل باسقات " : طوال.
يقال جبل باسق ، وحسب باسق، قال أبو نوفل لابن هبيرة : " يا بن الذين.
" البيت.
وفي اللسان: بسق ( بسق الشيء يبسق بسوقًا : تم طوله ).
وفي التنزيل : " والنخل باسقات " الفراء : باسقات : طوالا ، فهن طوال النخل ، وبسق على قومه : علاهم في الفضل.
وأنشد ابن بري لأبي نوفل : " يا بن الذين.
البيت ".
أ ه.