تفسير: ونيسرك لليسرى، الآية 8 من سورة الأعلى

الآية 8 من سورة الأعلى

قال تعالى: (وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ) [الأعلى - الآية 8]

تفسير جلالين

«ونيسِّرك لليسرى» للشريعة السهلة وهي الإسلام.

تفسير السعدي

وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى وهذه أيضًا بشارة كبيرة ، أن الله ييسر رسوله صلى الله عليه وسلم لليسرى في جميع أموره، ويجعل شرعه ودينه يسرا.

تفسير بن كثير

أي نسهل عليك أفعال الخير وأقواله ونشرع لك شرعا سهلا سمحا مستقيما عدلا لا اعوجاج فيه ولا حرج ولا عسر.

تفسير الوسيط للطنطاوي

وقوله- سبحانه-: وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى معطوف على قوله سَنُقْرِئُكَ وجملة:إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى معترضة.

والتيسير بمعنى التسهيل والتخفيف، وهو جعل العمل يسيرا على عامله بأن يهيئ الله- تعالى- للعامل الأسباب التي تهون له العسير، وتقرب له البعيد.

واليسرى: مؤنث الأيسر، بمعنى الأسهل، والموصوف محذوف.

والمعنى: سنجعلك- أيها الرسول الكريم- صاحب ذاكرة قوية تحفظ القرآن ولا تنساه.

وسنوفقك توفيقا دائما للطريقة اليسرى في كل باب من أبواب الدين: علما وعملا، واهتداء وهداية- وسنرزقك الأمور الحسنة التي تجعلك تعيش سعيدا في دنياك، وظافرا برضواننا في أخراك.

ولقد أنجز الله- تعالى- لنبيه صلى الله عليه وسلم وعده، حيث أعطاه شريعة سمحة، ومنحه أخلاقا كريمة، من مظاهرها أنه صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ودعا أتباعه إلى الأخذ بمبدأ التيسير، فقال: «يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا.

».

فهاتان بشارتان عظيمتان للرسول صلى الله عليه وسلم.

أولاهما: تتمثل في إلهامه الذاكرة الواعية الحافظة لما يوحى اليه.

وثانيتهما: توفيقه صلى الله عليه وسلم إلى الشريعة اليسرى، وإلى الأخلاق الكريمة وإلى الأخذ بما هو أرفق وأيسر في كل أحواله.

تفسير البغوي

( ونيسرك لليسرى ) قال مقاتل : نهون عليك عمل أهل الجنة - وهو معنى قول ابن عباس - ونيسرك لأن تعمل خيرا.

و " اليسرى " عمل الخير.

وقيل : نوفقك للشريعة اليسرى وهي الحنيفية السمحة.

وقيل : هو متصل بالكلام الأول معناه : إنه يعلم الجهر مما تقرؤه على جبريل إذا فرغ من التلاوة ، " وما يخفى " ما تقرأ في نفسك مخافة النسيان ، ثم وعده فقال : ( ونيسرك لليسرى ) أي نهون عليك الوحي حتى تحفظه وتعلمه.

تفسير القرطبي

ونيسرك : معطوف على سنقرئك وقوله : إنه يعلم الجهر وما يخفى اعتراض.

ومعنى لليسرى أي للطريقة اليسرى وهي عمل الخير.

قال ابن عباس : نيسرك لأن تعمل خيرا.

ابن مسعود : لليسرى أي للجنة.

وقيل : نوفقك للشريعة اليسرى وهي الحنيفية السمحة السهلة قال معناه الضحاك.

وقيل : أي نهون عليك الوحي حتى تحفظه وتعمل به.

تفسير الطبري

القول في تأويل قوله تعالى : وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8)يقول تعالى ذكره: ونسهلك يا محمد لعمل الخير وهو اليُسرَى، واليُسرَى: هو الفُعلى من اليسر.