تفسير: فالفارقات فرقا، الآية 4 من سورة المرسلات

الآية 4 من سورة المرسلات

قال تعالى: (فَٱلۡفَٰرِقَٰتِ فَرۡقٗا) [المرسلات - الآية 4]

تفسير جلالين

«فالفارقات فرقا» أي آيات القرآن تفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام.

تفسير السعدي

تفسير بن كثير

وقوله : ( فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا ) يعني : الملائكة قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، ومسروق ، ومجاهد ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، والسدي ، والثوري.

ولا خلاف هاهنا ; فإنها تنزل بأمر الله على الرسل ، تفرق بين الحق والباطل ، والهدى والغي ، والحلال والحرام ،.

تفسير الوسيط للطنطاوي

وقوله- سبحانه- فَالْفارِقاتِ فَرْقاً يصح أن يكون وصفا للملائكة الذين ينزلون بالشرائع المفرقة بين الحق والباطل، وبين أهل الحق وأهل الضلال.

ويصح أن يكون وصفا للآيات التي أنزلها الله- تعالى- للتمييز بين الخير والشر، والرشد والغي.

تفسير البغوي

"فالفارقات فرقاً"، قال ابن عباس، ومجاهد، والضحاك: يعني الملائكة تأتي بما يفرق بين الحق والباطل.

وقال قتادة والحسن: هي آي القرآن تفرق بين الحلال والحرام.

وروي عن مجاهد قال: هي الرياح تفرق السحاب وتبدده.

تفسير القرطبي

فالفارقات فرقا الملائكة تنزل بالفرق بين الحق والباطل ; قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك وأبو صالح.

وروى الضحاك عن ابن عباس قال : ما تفرق الملائكة من الأقوات والأرزاق والآجال.

وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : الفارقات الرياح تفرق بين السحاب وتبدده.

وعن سعيد عن قتادة قال : الفارقات فرقا الفرقان ، فرق الله فيه بين الحق والباطل والحرام والحلال.

وقاله الحسن وابن كيسان.

وقيل : يعني الرسل فرقوا بين ما أمر الله به ونهى عنه أي بينوا ذلك.

وقيل : السحابات الماطرة تشبيها بالناقة الفارق وهي الحامل التي تخرج وتند في الأرض حين تضع ، ونوق فوارق وفرق.

وربما شبهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة ; قال ذو الرمة :أو مزنة فارق يجلو غواربها تبوج البرق والظلماء علجوم.

تفسير الطبري

وقوله: ( فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ) اختلف أهل التأويل في معناه، فقال بعضهم: عُنِي: بذلك: الملائكة التي تفرق بين الحق والباطل.

* ذكر من قال ذلك:حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا جابر بن نوح، عن إسماعيل، عن أبي صالح ( فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ) قال: الملائكة.

قال: ثنا وكيع، عن إسماعيل، عن أبي صالح ( فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ) قال: الملائكة.

قال: ثنا وكيع، عن إسماعيل، مثله.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ) قال: الملائكة.

وقال آخرون: بل عُنِي بذلك القرآن.

* ذكر من قال ذلك:حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ) يعني القرآن ما فرق الله فيه بين الحقّ والباطل.

والصواب من القول في ذلك أن يقال: أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالفارقات، وهي الفاصلات بين الحق والباطل، ولم يخصص بذلك منهنّ بعضا دون بعض، فذلك قَسَم بكلّ فارقة بين الحقّ والباطل، مَلَكا كان أو قرآنا، أو غير ذلك.